کد مطلب:109914 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:149
كلّم به طلحة والزبیر بعد بیعته بالخلافة وقد عتبا من ترك مشورتهما، والاستعانة فی الأمور بهما لَقَدْ نَقَمْتُما یَسِیراً، وَأَرْجَأْتُمَا كَثِیراً، أَلاَ تُخْبِرَانِی، أَیُّ شَیْءٍ لَكُمَا فِیهِ حَقٌّ دَفَعْتُكُمَا عَنْهُ؟ وأَیُّ قَسْمٍ اسْتَأْثَرْتُ عَلَیْكُمَا بِهِ؟ أَمْ أَیُّ حَقٍّ رَفَعَهُ إِلَیَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ ضَعُفْتُ عَنْهُ، أَمْ جَهِلْتُهُ، أَمْ أَخْطَأْتُ بَابَهُ! وَاللهِ مَا كَانَتْ لِی فِی الْخِلاَفَةِ رَغْبَةٌ، وَلاَ فِی الْوِلاَیَةِ إِرْبَةٌ، وَلكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِی إِلَیْهَا، وَحَمَلْتُمُونِی عَلَیْهَا، فَلَمَّا أَفْضَتْ إِلَیَّ نَظَرْتُ إِلَی كِتَابِ اللهِ وَمَا وَضَعَ لَنَا، وَأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ، وَمَا اسْتَسَنَّ النَّبِیُّ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- فَاقْتَدَیْتُهُ، فَلَمْ أَحْتَجْ فِی ذلِكَ إِلَی رَأْیِكُمَا، وَلاَ رَأْیِ غَیْرِكُمَا، وَلاَ وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُهُ، فَأَسْتَشِیرَكُمَا وَإِخْوَانِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ; وَلَوْ كَانَ ذلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا، وَلاَ عَنْ غَیْرِكُمَا. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا مِنْ أَمْرِ الْأُسْوَةِ، فَإِنَّ ذلِكَ أَمْرٌ لَمْ أَحْكُمْ أَنَا فِیهِ بِرَأْیِی، وَلاَ وَلِیتُهُ هَویً مِنِّی، بَلْ وَجَدْتُ أَنَا وَأَنْتُما مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَلَمْ أَحْتَجْ إِلَیْكُمَا فِیَما قَدْ فَرَغَ اللهُ مِنْ قَسْمِهِ، وَأَمْضَی فِیهِ حُكْمَهُ، فَلَیْسَ لَكُمَا، وَاللهِ، عِنْدِی وَلاَ لِغَیْرِكُمَا فِی هذَا عُتْبَی. أَخَذَ اللهُ بِقُلُوبِنَا وَقُلُوبِكُمْ إِلَی الْحَقِّ، وَأَلْهَمَنَا وَإِیَّاكُمْ الصَّبْرَ. ثم قال(علیه السلام): رَحِمَ اللهُ رَجُلاً رَأَی حَقّاً فَأَعَانَ عَلَیْهِ، أَوْ رَأَی جَوْراً فَرَدَّهُ، وَكَانَ عَوْناً بِالْحَقِّ عَلَی صَاحِبِهِ.
ومن كلام له علیه السلام